السبت، 12 يناير 2013

أسئلة حائرة حول الليبرالية المصرية؟!؟!


 أسئلة حائرة حول الليبرالية المصرية


الليبرالية تكاد تكون الأيديولوجية الوحيدة التي ليس لها منهج واضح ومحدد!ـ
فهي كفكرة تقوم على تقديس حرية الفرد، وتعتبر الفرد هو أقدس شئ في الوجود، وهو محور الحياة،، وبالتالي الليبرالية لا تجبر الفرد على فهم معين لليبرالية!! وكل فرد له مطلق الحرية في فهم الليبرالية كما يشاء!!ـ
ولو كان هناك "مرجع" لليبرالية -سواء شخص أو كتاب- لسقطت الليبرالية كفكرة!ـ
هل تعلم أن الفيلسوف الإنجليزي جون لوك وهو أشهر من كتب في الليبرالية لا يعترف بحق الملحدين في الحياة في الدولة الليبرالية!ـ
..
القول بالإسلام الليبرالي، هو قول يفترض أن الإسلام "كتشريع" يحتاج لأيديولوجية أو فهم "بشري" يضيف عليه ويحسنه!ـ
فكما هناك من يقول بالإسلام الليبرالي، فهناك من ينادي باليسار الإسلامي!ـ
الإسلام "كتشريع" هو وضع إلهي وفقط!ـ
ولا يتصور عقلاً أن الله سبحانه وتعالى وضع تشريعاً لخلقه، فإحتاج هذا التشريع لإضافة من الخلق لجعله أكثر ملائمة؟ـ!!ـ

بعض المسلمين الليبراليين ينادون بتحريم التعدد وجواز إمامة المرأة في الصلاة للرجال،،، فعن أي "مرجعية" نتحدث؟؟
إذا كان لكل إنسان مسلم الحرية في فهم الدين كما يشاء والوصول بعقله لإستنتاجات، ثم (يعتقد) أن فهمه هذا هو الدين،، فهل لنا أن نتخيّل عدد الملل والنحل الي ستنتج عن هذه الفوضى؟؟

الله سبحانه وتعالى ، إذا كنا نعتقد إبتداءاً أنه الخالق ونحن عبيد له، وأنه ما كان ليتركنا في هذه الحياة دون توجيه وإرشاد، وأنه كخالق وإله فهو يتصف بصفات الكمال المطلق، وأنه كخالق لا يحتاج لأحد من خلقه، وتشريعه وأحكامه كاملة ولا تحتاج لإضافة أو حذف أو تعديل!،، إلاّ فيما صرّح هو جل جلاله لنا بالإجتهاد فيه، وبيّن رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم ذلك في حياته.

إذا كان هناك من يعتقد في وجود الإسلام الليبرالي، فعليه أن يقبل الإسلام اليساري والإسلام الأصولي والإسلام الإشتراكي والإسلام الكووول!ـ

ما أدين به وما أعرفه من القرآن والسنة هو "الإسلام" وفقط!ـ

الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعاش به 23 سنة، هذا هو الإسلام الذي ننادي به، وهذا هو الإسلام الدين الكامل والخاتم، الذي لم يكن ليحتاج أي إضافات أو تعديلات "بشرية" ناقصة كأصحابها،،  بعد قرون من تمام الدين!ـ


  • 1) ما الفهم الذي تروّج له الليبرالية المصرية، وما علاقتها بأحكام الشريعة؟


  • 2) إلصاق كلمة ليبرالي بالإسلام، أفهمها بفهمي المتواضع أنّه وصف يعني إحتياج الإسلام لمنهج مكمل أو محسن، فصاحب المنهج ومنزّل الشريعة والخالق الواحد لم يصف دينه إلّا بـ "الإسلام" وفقط!


  • 3) إذا كان لكل ليبرالي فهمه "الخاص" للإسلام، فهل يفترض أن يتم التحاور مع "كل" ليبرالي لمعرفة منهجه في فهم الإسلام؟

جمال البنا وطارق حجي وخالد منتصر و من رحلوا قبلهم كفرج فودة ونصر أبو زيد وغيرهم، قدّموا فهم جديد "ذاتي" لٌسلام وأحكامه ونظرة مختلفة لحجيّة القرآن،، السؤال: أين الليبرالية المصرية "الإسلامية" (مع تحفظي على هذا الوصف) من فهم هؤلاء؟؟

المشكلة أنك ستجد كل ليبرالي ""مسلم"" حالة متفردة بذاته! منهج مختلف عن الليبرالي الآخر!ـ

سمعت كثيراً أثناء محاوراتي معهم عبارات مثل :ـ

"أنا ليبرالي آه، بس ماليش دعوة بكلام طارق حجي!،ـ
مش معنى إنّي ليبرالي، إن أنا موافق على كلام نصر أبو زيد!"ـ
ـ"ماليش دعوة بغيري! حاسبني على أفكاري بس!"ـ

جميل جداً!، يبقى نسميّها ليبرالية فلان الفلاني وليبرالية علاّن العلاّني، وهكذا!ـ

أنا طبيب بشري، ولا يجوز أن أفهم الطب على مزاجي، رغم حصولي على الدكتوراة في تخصصي،، لا أستطيع أن أدعي أن من حقي وحريّتي طرح فهم جديد للطب، ودعوة الناس إليه، والتشكيك في فهم الأقدمين أو ما يعرف بعلم أصول الطب!ـ
نعم!! في أي فرع من العلوم طبي و علمي وهندسي ورياضي ، يوجد ما يسمى بكتب "الأصول
Fundamentals

ولا يجوز لأي عالم في مجاله الخروج عن هذه الأصول، مهما علا شأنه!ـ

لكي "تكسر" هذه الأصول، ينبغي أن يحدث "شبه إجماع" من كبار أهل هذا التخصص (= أهل الحل والعقد) وبعد حوارات طويلة (=شورى) في أسلوب علمي (=منهج البحث العلمي) مبني على أدلة (=أصول الفقه) حتى يصلوا لفهم جديد وطرح يحل محل الطرح الحالي..

إذا كان الأمر كذلك فيما يتعلق بحياة الفرد (أو أي تخصص علمي آخر كالهندسة أو الفيزياء)، فكيف نقبل عقلاً أن نترك أهم علم في حياة الفرد مشاعاً دون ضوابط؟؟


  • الدين هو العلم "الوحيد"" الذي يتعلق بحياة الإنسان في الدنيا والآخرة!ـ

وكما أن لكل علم ضوابطه وضعها مؤسسو هذا العلم،، فالدين أيضاً له ضوابط وأحكام وضعها الإله الواحد، ولا يستقيم عقلاً أن تقوم قلّة من البشر مهما علا شأنها في الدنيا أن تفترض تعديلاً أو فهماً جديداً لهذا المنهج "الإلهي" !؟!ـ


  • من يحق له تعديل المنهج هو واضعه! وليس من وُضع له!ـ
وإلاّ كان للمريض أن يضع منهجاً طبياً يناسبه حسب فهمه للطب!!ـ

للمريض الحق الكامل في سؤال طبيب، ومعرفة حقوقه ونوع العلاج المقدم، ولماذا لا يتم علاجه بأسلوب آخر، ومال الفرق بين هذه الأساليب!ـ
من حقه كل هذا!ـ
لكن ليس من حق المريض مناقشة الطبيب في "أصول" المهنة، وعلى أي أساس "طبي" إختار هذا النوع من العلاج.
من حق المريض أن يرفض العلاج! لكن ليس من حقه أن يتهم الطبيب بالجهل!ـ
هل يُتصور عقلاً أن يقول المريض أو مجموعة من المرضى: الطبيب الفلاني رجل ونحن رجال، له فهمه ولنا فهمنا!!! ـ

إذا أراد المريض أن يقارع الطبيب حجة بحجة، ويجعله نداً له، فيجب عليه أن يكون طبيباً هو الآخر، و "مساوٍ" له في الدرجة العلمية!ـ
وحتى يظهر إنسان مساوٍ لـ "الله" حتى يحق له نقاش وسؤال الله -سبحانه وتعالى- لماذا وضع ذلك ولماذا لم يأمر بهذا لأنه يبدو أفضل للعصر؟؟

حتى يحدث هذا، فلا أجد أي معنى للقول أن الإسلام يحتاج لليبرالية أو اليسارية أو العلمانية حتى يصبح أكثر ملائمة للعصر!!ـ
الفرق بين منهج البشر و المنهج الإلهي، كالفرق بين كل البشر والله سبحانه و تعالى!ـ


د. أحمد جلال


مقال سابق عن الليبرالية، بعنوان:

الإسلام و الليبرالية... من يحتاج إلى من؟؟؟