الأحد، 2 سبتمبر 2012

خلق الإنسان، تطوري أم خاص؟ أم كلاهما معاً؟!ـ

خلق الإنسان، تطوري أم خاص؟ أم كلاهما معاً؟!ـ



بسم الله الرحمن الرحيم

 كتبت في Friday, November 5, 2010

تعلمنا و نحن  أطفال أن الله – سبحانه و تعالى – خلق سيدنا آدم عليه السلام مباشرة بيديه، كما خلق كل الكائنات الحية خلقاً خاصاً و مباشراً،، بمعنى أنه إذا عدنا إلى الوراء سنصل لنقطة البداية في كل نوع من الكائنات الحية، وهي ذكر و أنثى خُلقوا خلقاً مباشراً بدون أب و أم.
وبالطبع كان أي حديث عن نظرية التطور المعروفة بنظرية دارون يُعتبر خروجاً عن الدين، فالإنسان ليس أصله قرد لأن الله –سبحانه و تعالى – خلقنا في أحسن تقويم.
لن أخوض في نظرية دارون و ماذا قال دارون حقاً و ماذا أضاف عليه أتباعه و نسبوه إليه.

بداية أحب أن أقول أني كنت من المؤمنين بنظرية الخلق المباشر حتى وقت قريب، إلى أن إلتقيت بصديق و أخ عزيز هو الدكتور/ محمد عمرو شريف، وهو صاحب عقل فذ يجعل أي حديث معه متعة حقيقية، سواء إتفقت معه أو إختلفت. ثم قدمني الدكتور / محمد لوالده الأستاذ الدكتور / عمرو شريف، أستاذ ورئيس أقسام الجراحة العامة بطب عين شمس، و له مجموعة رائعة من الكتب العلمية المكتوبة بأسلوب سهل ولغة أدبية راقية.

الدكتور/ عمرو، من أنصار نظرية التطور الموجه، و بعد فترة كان فيها محاورات مع الدكتور/ عمرو شريف، ولقاء مع المهندس / فاضل سليمان مدير مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام وهو نموذج فريد جمع بين الفهم العميق للإسلام ونظرة غالباً ما تكون من زوايا جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل، كل هذا ممزوجاً بروح العصر و التجديد والأفق الواسع، مع تواضع شديد يأسرك إليه أسراً. كما قام المهندس فاضل، جزاه الله خيراً، بتعريفنا بكتابات الدكتور/ محمد باسل الطائي، أستاذ الفيزياء الكونية بكلية العلوم، جامعة اليرموك بالممكلة الأردنية.
وكل ما سيرد في هذه المقالة من أدلة أو أفكار كان ثمرة إحتكاكي بهذا الكوكبة من العلماء، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، فننسب الفضل لأصحابه و ما كان من خطأ فمني و من فهمي القاصر.

=============================================================

يقول الله – سبحانه و تعالى – في سورة السجدة (32) الآيات 7، 8 و 9:
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7)
 ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8)
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9)
يتحدث المولى – عز و جل – عن بداية خلق "الإنسان" من طين، و البداية ليست بالضرورة مباشرة للنتيجة، فقد تمر مراحل بين البداية المذكورة و النتيجة النهائية.
"ثم" في اللغة العربية حرف عطف يفيد الترتيب على التراخي (وقت طويل نسبياً، في مقابل حرف العطف "ف" الذي يفيد الترتيب بلا مهلة). فالآية هنا تتحدث عن فترة لاحقة لبداية الخلق بالطين، كان فيها تناسل من ماء مهين (تكاثر جنسي)، عبر سلالة، ولهذا اللفظ مدلوله.
تأتي "ثم" مرة أخرى للدلالة على فترة تالية كان فيها إستواء و نفخة من روح الله – جل وعلا.

الآن : أرجو الإنتباه لعدة نقاط:
الضمير في الآية 7 و 8 ليس ضمير المخاطب فهو يتحدث عن الإنسان ، "نسله" و "سواه" و " فيه" بضمير الغائب، وفجأة يتحول الضمير إلى مُخاطَب فنقرأ "جعل لكم" ولم يقل جعل لهم ، و "تشكرون" بدل من يشكرون. فكأن النص القرآني يتحدث عن خلق مغاير لنا و إن كنا نشترك معه في الأصل، أو بمعنى آخر :
ألا يمكن إعتبار هذه الآيات إشارة أن لنا أصلاً مختلف عنا بشكل ما ذكره القرآن بـ"ضمير الغائب" ، ولكن حدث شئ ما جعل هذا الخلق يُصبح بشرأ مٌكلّفاً له إرادة و عقل، وبالتالي يخاطبه الله تعالى – مباشرة "لكم" ، و "تشكرون".

ما الذي حدث؟ الآية التاسعة تذكر "ونفخ فيه من روحه" ، هل هذه نفخة الحياة؟؟
لا يمكن قبول ذلك لأن الآية السابقة تتحدث عن تناسل من ماء مهين، وهي صفة للكائنات الحية، و بالتالي تكون النفخة المذكورة في الآية شيئاً آخر غير نفخة الحياة، جعلت من هذه الكائنات الحية مخلوقات أخرى عاقلة و "خليفة" لله في أرضه، و أمر الله –عز و جل – ملائكته بالسجود لهذا المخلوق الجديد.
هل هي نفخة العلم "وعلم آدم الأسماء كلها
ما المقصود بلفظ "سواه"؟ هل هو إستواء مادي بمعنى أن الإنسان الأول لم يكن منتصباً ثم إستوى؟
أم معنى مجازي؟ أم كلاهما معاً؟

في ورشة عمل أقامتها مؤسسة جسور بعنوان "كيف تحاور ملحداً" وشرفت بحضورها ، كان مجلسي في آخر يوم بجوار مستشار في وزارة العدل ودار حديث قصير بيننا حول التطور و الخلق المباشر، وقال لي المستشار أنه يقبل التطور كمبدأ علمي يسري على كل الكائنات الحية فيما عدا الإنسان ، فالإنسان –من وجهة نظره- قد خُلق خَلقاً مباشراً. واستمعنا سوياً للدكتور / عمرو شريف في آخر محاضرة له في ورشة العمل، وكنت أرى علامات التعجب و الإعجاب و الحيرة على وجه سيادة المستشار،  حتى انتهى الدكتور/ عمرو، وذكر ما أسماه "خلاصة الخلاصة":

الإنسان الطين               خلق تطوري
الإنسان البشر               خلق خاص

أي أن هذا الجسد الذي نحيا فيه ما هو إلا وعاء تطور عبر سلالة و أطوار من الخلق، و لكن العقل الذي ميزنا الله –سبحانه و تعالى – به و هذه النفخة الإلهية جعلت من أسلافنا خلقاً آخر إستحق سجود الملائكة، فهي سجدت للعقل المخلوق خلق خاص و لم تسجد للجسد الطيني الذي تطور.
عندها قال المستشار "وأنا متفق تماماً،، تماماً" وصفق طويلاً.

وفي ختام الدورة، عقب المهندس / فاضل سليمان، قائلاً: أنه كان من الرافضين لنظرية التطور منذ سنتين، إلى أن قابل الدكتور/ عمرو، وهو الآن لم يحدد قناعاته في هذه المسألة، وهكذا يعلمنا المهندس فاضل في درس عملي، المرونة في التفكير و الأفق الواسع، جزاه الله خيراً. و أشار المهندس/ فاضل لكتابات الدكتور/ محمد باسل الطائي، الذي تحدث عن آية سورة السجدة، وذكر في ختام مقاله المنشور على موقعه الشخصي:
فإن على من يرفض مبدأ التطور العضوي للإنسان أن يأتي بتفسيرات لكثير من الشواهد التي يوردها علم الأحياء على حصول التطور. وعليه أيضًا أن يفسر آيات القرآن التي أوردت مراحل الخلق وخاصة ما جاء في سورة السجدة تفسيرًا يليق بقدر القرآن ودقة كلماته وصدق تعبيراته. وبعد كل هذا ليس لنا أن نقول إلا الله بمراده أعلم.

بقي أن أقول أن قضية الخلق ، سواء تطوري أو مباشر، ليست من أمور العقيدة، طالما كان الله –تعالى – هو الخالق، سواء خلق خلقاً مباشراً أو خلق "قانون التطور" كآلية للخلق.
و هي ليست من المعلوم بالدين بالضرورة ، و إنكارها أو الإيمان بها لا خرج من الملة.
ولكن السؤال: إذا جاءك ملحد، يرى الإسلام كدين عظيم و تشريع معجز ، ولكنه – كعالم – لا يقبل "التفسيرات" التي تقول بالخلق المباشر لتعارضها مع ما وصل إليه العلم.
هل سنتمسك بالتفسير التقليدي للنص، أم سنغير نظرتنا و نفسر النص وما فيه من إشارات بشكل يتماشى مع ما وصل إليه العلم؟؟
أم أننا سنقول أن النص القرآني "حمّال أوجه"  و يحتمل القول بالخلق التطوري و لاتعارض بين العلم و القرآن.
أرى – وهذا رأي شخصي – أن المسلم الذي يسمع بالرأي القائل بالتطور الموجه – إستناداً للآيات القرآنية – و خاصى آية سورة السجدة، ثم يصر –في حواره مع غير المسلمين – على الخلق المباشر، يكون آثماً، لأنه يقدم "رأي" لمفسرين، يتعارض مع "حقائق علمية" لا يمكن إنكارها، وبالتالي يقدم صورة "غير صحيحة" عن الإسلام بأنه دين "جامد" و يتعارض مع العلم.

لا أقول أننا كمسلمين يجب أن نؤمن بالخلق التطوري، و لكن إذا كنت تريد الحوار مع الملحدين و غير المسلمين، فيجب عليك أن تتخلى عن مبدأ الخلق المباشر، خاصة وأن الخلق التطوري لا يتعارض مع وجود الله – سبحانه و تعالى – و لا يتنافى مع القرآن الكريم،  بل على العكس هناك العديد من الإشارات القرآنية تدفعنا للقول بالخلق التطوري الموّجه من الله تعالى.

وتجدر الإشارة بأن مبدأ التطور الموجّه لا علاقة له بمبدأ الصدفة، فهناك دائماً خلط بين المبدأين وكأن أحدهما ملزماً لوجود اآخر.
ما الذي يمنع أن يكون التطور هو القانون الذي خلقه الله - تعالى - ليشكل آلية الخلق
فالجنين "يتطور" من خلية واحدة، ليشكل بعد فترة زمنية (9 شهور) كائن حي بالغ التعقيد، ولاوجود للصدفة أو العشوائية في أي من هذه المراحل.

والله تعالى أعلى و أعلم.

المراجع:
كتاب "أبي آدم ، من الطين إلى الإنسان" . الدكتور/ عمرو شريف.
موقع الدكتور/ محمد باسل الطائي :
http://www.cosmokalam.com/index_ar.html
ورشة عمل "كيف تحاور ملحداً"  للمهندس فاضل سليمان و الدكتور/ عمرو شريف.(7-9 أكتوبر 2010)

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مع الاحترام الشديد للجميع إلا أني لا أومن إطلاقا لا بالتطور او التطوير وأرى أن هذاالكلام مخالف مخالفة واضحة للقرآن الكريم ، ليس فقط بل للعلم ، وأن هذه التأويلات للقرآن تعد من قبيل التكلف الشديد وتحميل اللآيات ما لا تحتمل ، كما أن الأدلة العلمية على التطور لا يمكن أن تصل إلى درجة وضع التطور كحقيقة وليس كنظرية ، إنه نوع من القفز على النتائج يرفضها الكثير من العلماء ويدحضه ويرد عليه ، من يريد مناقشتي في هذا فقط للوصول للحقيقة المقنعة فهذا هو بريدي الإلكتروني :
    hagar70@hotmail.com

    ردحذف
  2. الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7)
    ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ (8)
    ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9)
    يتحدث المولى – عز و جل – عن بداية خلق "الإنسان" من طين، و البداية ليست بالضرورة مباشرة للنتيجة، فقد تمر مراحل بين البداية المذكورة و النتيجة النهائية.
    "ثم" في اللغة العربية حرف عطف يفيد الترتيب على التراخي (وقت طويل نسبياً، في مقابل حرف العطف "ف" الذي يفيد الترتيب بلا مهلة). فالآية هنا تتحدث عن فترة لاحقة لبداية الخلق بالطين، كان فيها تناسل من ماء مهين (تكاثر جنسي)، عبر سلالة، ولهذا اللفظ مدلوله.
    تأتي "ثم" مرة أخرى للدلالة على فترة تالية كان فيها إستواء و نفخة من روح الله – جل وعلا.





    هذا سوء فهم شديد لآيات القرآن ، ياسادة ما هكذا يفسر القرآن ويؤول ، في حقيقة الأمر كان هناك بدايتان لخلق الإنسان ، بداية مطلقة لم تجر وفق سنن معروفة ، وبداية لاحقة جرت وفقها ، من يريد المزيد يراسلني على البريد الإلكتروني السابق وشكرا

    ردحذف
  3. السلام عليكم و رحمة الله
    مع كامل احترامي لعالمنا الجليل محمد باسل الطائي, الا أنني أري و العلم عند الله أنه قد أخطأ الطريق في التعرف علي كيفية خلق آدم و سائر الكائنات الحية, و ذلك لأنه ليس من أهل الاختصاص في عذه النقطة لا علي المستوي الشرعي و لا علي المستوي العلمي
    فعلي المستوي الشرعي لم يعرف كيف يأتي بالتفسير الصحيح للآيات فخلط و أساء, كما أنه قد أهمل أحاديث النبي صلي الله عليه و سلم في هذا الشأن وكأنها لا يعول عليها في فهم آيات القرآن وفهم كيفية خلق آدم و غيره من الكائنات الحية, وبدلا من ذلك قدم فهم اللغة العربية علي الأحاديث وفهم المفسرين للنصوص وكأنها أصل لفهم الآيات و كأن أقوال النبي صلي الله عليه و سلم و أقوال المفسرين يطعن عليها بهذه الكيفية البسيطة
    أما من الناحية العلمية فقد حاول التبرير لصحة التطور بوجود طفرات ليست عشوائية و لكن موجهة ليثبت قدرة الله علي خلق الخلق
    فأقول له اذا كانت طفرات موجهة من قبل الله فلابد أن لها نظام جيني متكامل ينقل الكائن من صورة الي أخري, فيلزمك الاتيان بمثل هذا النظام العجيب الذي لو وجده علماء التطور لأقاموا الدنيا و لم يقعدوها فرحا باثبات وجود تطور , ثم تطور موجه أو غير موجه دون حلقات وسطي لا قيمة للحديث عنه, و لا ننسي أن الطفرات لا تنتج نافع بل غالبها ضار, فهل طفرات الماضي غير طفرات الحاضر

    والله ما أراها الا افتراءات علي الله دون أدلة تذكر, أسأل الله أن يرده عن هذا الفكر الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد لمعتقد المسلمين في أن الله هو خالق كل شيء علي غير مثال سابق, خلق كل الكائنات الحية أزواج منفصلة لم يتطور أحدها عن الآخر, و أنه بدأ خلق الانسان بآدم الذي خلقه مباشرة من طين ثم شكله علي صورة آدم دون المرور بمراحل أخري أو آوادم أخري أو انتقال من بشر همج الي مرحة أنسنة آدم, فمنذ خلق الله آدم علمه و كرمه و شرفه بالخلافة علي الأرض

    و قدسبق مناقشة بعض هذه الأمور في موضوع
    ( الاسلام و التطور , توافق تام أم تعارض تام)
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...6-%CA%C7%E3%BF

    و ان شاء الله لي عودة أخري للرد علي بعض النقاط الأخري التي أثيرت بهذا المقال

    ردحذف
  4. هل هناك "مطلق وثابت" في تفسير وتأويل آيات القرآن الكريم؟
    هل آيات الخلق والآيات الكونية، يتم التعامل معها في تفسيرها كما يتم التعامل مع آيات الأحكام والعقيدة؟
    هل آيات الخلق من قبيل القطعي الدلالة؟
    هل القول بتفسير ما يعني أن صاحبه يؤمن بأنه الحق لمطلق، أم مجرد تأويل قد يصح أو يخطئ، دون مساس بقدسية النص؟
    حتى في آيات الأحكام، كحكم لمس المرأة الأجنبية هل ينقض الوضوء أم لا، هناك آراء مختلفة ومتباينة لأئمة الفقه، حسب رؤيتهم للدلالة اللغوية لكلمة "لامستم" و "النساء"، وأيضاً بما صح عندهم من أحاديث، ومع ذلك لم يًسفّه إمام منهم رأي الآخر!.... فهل يمكن القول أن رأي الإمام فلان هو القطعي الدلالة للآية الكريمة، وما سواه باطل؟

    ""قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق "" .
    كيف بدأ؟؟
    كيف؟
    نحن مأمورون بالسير والبحث عن "كيفية" البداية، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يقول أنه على علم يقيني بهذه الكيفية، بل جميعنا نبحث وفق ما أتاه الله من علم،،، الكيفية هي مناط البحث..
    لكن من خلقنا ولماذا، قهذا ما نعرفه من الوحي،، وما سنحاسب عليه..
    لكن الكيفية أو الآلية هي مجال لعمل العقل البشري والبحث وقد نصل وقد لا نصل..
    ومهما كانت الكيفية، فهي لا تنفي أو تتعارض مع كون أن الخالق هو الله سبحانه وتعالى..

    ردحذف
  5. ان اعتقاد ان الله سبحانه اشترك مع الطبيعة في خلق الانسان هي بالجسد تطورا وهو بالروح ، ان هذا الاعتقاد هو ابشع انواع الشرك الذي لم ينحط اليه حتي مشركي عصر نزول القرآن ، وقد افتي الازهر ان هذا الاعتقاد كفر والحاد

    ردحذف

  6. Dr. Amr Sherif د. عمرو شريف
    ‏٢٨ سبتمبر‏، الساعة ‏٢:٠٤ م‏ ·
    #رفاق_رحلة_عقل
    """ فيزياء الكوانتم تنتصر لساداتنا الأشاعرة """
    سلام ربي عليكم ورحمته وبركاته
    يقابل المهتمين بمذاهب العقيدة الإسلامية مصطلحُ "" دراما المعتزلة والأشاعرة "" ، المتعلق بنظرة هاتين المدرستين إلى علاقة الله عز وجل بالأسباب والسنن الكونية …
    ف " المعتزلة " يتبنون أن الله عز وجل " أودع " في الأشياء القدرة على الفعل ؛ كالقدرة على القطع في السكين والقدرة على الحرق في النار ، ويُعرف ذلك ب " مذهب الطبائع " ،
    ونحن نفهم من هذا الطرح أن " ربي عز وجل هو الفاعل " بما أودعه في الأشياء من طبائع ، وأنه يمدها أولاً بأول بهذه القدرة ، وهو من المعاني المقصودة بصفة " القيومية " لله عز وجل .
    وهذا يخالف ما يفهمه البعض من أن ربي قد أودع الطبائع في الأشياء ثم اعتزل الوجود ، حاشاه . وهو ما يسمونه حديثًا - ونرفضه تماماً - بالديانة الطبيعية …
    أما " ساداتنا الأشاعرة " فيتبنون أن ربي هو الفاعل بشكل مباشر ، وأن ما نلاحظه من " اقتران " الفعل بالأشياء ، إنما يرجع إلى " اعتيادنا " على وقوع الفعل عند الشئ ، لذلك يقول ساداتنا الأشاعرة أن السكين لا يقطع لكن ربي يُحدث القطع عند حد السكين ، لذلك عُرف طرحهم ب " نظرية الاقتران والعادة " …
    ومع ثورة الفيزياء الكلاسيكية ، وما أظهرته من اتباع الأحداث دائمًا لمقدماتها ، وهو ما يُعرف ب " الحتمية " مال فلاسفة العلم المؤمنين المهتمين بالقضية ( ومنهم أستاذتنا د يمنى طريف الخولي ) إلى رأي المعتزلة ، ورأوا فيه إثبات للفعل الإلهي بما أودعه الله عز وجل في الأشياء من طبائع مع إلزامه الآني اللحظي للأشياء بما أودعه فيها ( القيومية ) ،
    وقد اخترنا هذا الطرح في خطابنا مع الملاحدة باعتباره يتماشى مع ما يرصده العلم …
    ثم حدث الزلزال ؛
    لقد اكتشف العلم " فيزياء الكوانتم " التي تدرس سلوك الجسيمات تحت الذرية والذرية ، بما تتبناه من " لاحتمية الأحداث الدقيقة " ، والذي يعني أن كل حدث دقيق تكون أمامه عدة احتمالات تحتاج إلى " عامل مرجح " يختار بينها ويُنَفِّذ ما اختاره …
    وبذلك أثبت العلم ، أن كل حدث كمومي ( دقيق ) لكل جسيم دقيق في كل زاوية في الكون يحتاج في كل لحظة إلى " عامل مرجح " يوجهه ويُنَفَّذه ، وينسق بينه وبين هذه الأحداث اللامحدوده جميعها…
    هكذا أثبت العلم " أن نشأة الكون وديموميته وتشغيله تحتاج آنيًّا وبشكل مباشر إلى خالقٍ مطلق العلم والحكمة والقدرة " ، وهل يكون إلا الله عز وجل … سبحانك ربي …
    هكذا ، أثبتت فيزياء الكوانتم يقين ما تبناه ساداتنا الأشاعرة من أن " ربي يفعل وبشكل مباشر " كل شئ في الوجود ،
    سبحانك ربي ، هل كان هذا الطرح الأشعري فتحاً من الله عز وجل ؟!
    لقد صرت الآن أكثر فهماً وأكثر تحققًا من معنى قول ربي عز وجل :
    … وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ…
    ومن قوله عز وجل :
    … يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ…
    سبحانك ربي … جل شأنك ، وعز سلطانك …
    لقاءنا مع تفاصيل هذا الطرح ( إن شاء الله ) مع الكتاب القادم بعنوان :
    " شعاع الضوء … شفرة الوجود "
    والله من وراء القصد …

    ردحذف
  7. هاهو عمرو شريف يتراجع عن احد اهم افكاره لانه كان من المدافعين بشراسة عن كفرية ان الطبائع هي الفعالة في الكون ...... وان كتاب المعلوماتية كله عن هذا ........كيف نثق في اي كلمة من هذا الرجل ثم ماذا عن كتبه وكلها دفاع عما ينكره الآن

    ردحذف